أخبار مهمةالخطبة المسموعةخطبة الأسبوعخطبة الجمعةخطبة الجمعة القادمة ، خطبة الجمعة القادمة لوزارة الأوقاف المصرية مكتوبة word pdfعاجل

خطبة الجمعة : أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم ، للشيخ طه ممدوح

خطبة الجمعة القادمة 26 أغسطس 2022 بعنوان : أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم ، للشيخ طه ممدوح، بتاريخ 28 محرم 1444هـ ، الموافق 26 أغسطس 2022م. 

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 أغسطس 2022م بصيغة word بعنوان : أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم ، للشيخ طه ممدوح

 

لتحميل خطبة الجمعة القادمة 26 أغسطس 2022م بصيغة pdf بعنوان : أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم ، للشيخ طه ممدوح

 

 

عناصر خطبة الجمعة القادمة 26 أغسطس 2022م بعنوان : أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم ، للشيخ طه ممدوح:

أولًا: أسماءُ يومِ القيامةِ ودلالاتُها في القرآنِ الكريمِ

ثانيًا: أهمّيةُ التذكيرِ بيومِ القيامةِ، وسببُ كثرةِ أسمائِهِ

 

ولقراءة خطبة الجمعة القادمة 26 أغسطس 2022م ، بعنوان : أسماء يوم القيامة ودلالاتها في القرآن الكريم ، كما يلي:

 

خطبةٌ بعنوان: أسماءُ يومِ القيامةِ ودلالاتُهَا في القرآنِ الكريمِ بتاريخ 28 محرم 1444هـ – الموافق 26 أغسطس 2022م

الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، القائلِ في كتابِهِ الكريمِ: { فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى}، وأشهدُ أنْ لا إلَهَ إلّا اللهُ وحدَهُ لا شريكَ لهُ، وأشهدُ أنَّ سيدَنَا محمدًا عبدُهُ ورسولُهُ، اللهمَّ صلِّ وسلمْ وباركْ عليهِ، وعلى آلِهِ وصحبهِ، ومَن تبعَهُم بإحسانٍ إلى يومِ الدينِ، وبعدُ:

العنصر الأول من خطبة الجمعة القادمة

أولًا: أسماءُ يومِ القيامةِ ودلالاتُها في القرآنِ الكريمِ

القيامةُ لَمَّا عَظُمَ أمرُهَا، وكثُرتْ أهوالُهُا، واشتدَّ خَطْبُها، سمَّاهَا اللهُ في كتابهِ بأسماءَ عديدةٍ، ووصفَهَا بأوصافٍ كثيرةٍ؛ تحذيرًا وإنذارًا، وتنبيهًا وإعذارًا، ولأهميةِ ذلك جاءَ ذكرُ اليومِ الآخرِ في القرآنِ في ستةٍ وعشرينَ آية، والمرادُ يومُ القيامةِ، وسُمِّي آخر؛ لأنَّه لا يومَ بعدَهُ، وآخرُ يومٍ مِن أيامِ الدنيا، فعليهِ وجبَ الاستعدادُ ليومِ الميعادِ، ولهذا جاءَ اسمُ الآخرةِ في القرآنِ مائةً وأربعينَ آية، قال ابنُ كثيرٍ: “وهو مستلزمُ الاستعدادِ لهَا مِن الأعمالِ الصالحةِ وتركِ المحرماتِ،

ومِن أسمائِهَا وصفاتِهَا يومُ الآزفةِ: قالَ تعالي: (وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الآزِفَةِ )[غافر:18]، والآزفةُ: مأخوذةٌ مِن اقتربَ، وكلُّ شيءٍ اقتربَ فقدْ أزفَ، فالآزفةُ لقربِهَا وإنْ استبعدَ الناسُ مداهَا ووقتَهَا، فأزفتْ: دانتْ واقتربتْ، قال سبحانَهُ: (اقْتَرَبَتِ السَّاعَةُ) [القمر:1].

 ومِن أسمائِهَا يومُ التلاقِ: (لِيُنْذِرَ يَوْمَ التَّلاقِ) [غافر:15]، أي يومٌ يلتقِي أهلُ السماءِ وأهلُ الأرضِ، وأنَّ كلَّ عاملٍ سيلقَى عملَهُ مِن خيرٍ أو شرٍّ فيلتقِي الظالمُ والمظلومُ، والخاصمُ والمخصومُ، وتُؤدَّى فيهِ الحقوقُ، ويومُ التلاقِ يلتقِي الخالقُ بالمخلوقِ، والمخلوقُ بالمخلوقِ.

ومِن أسمائِهَا يومُ التنادِ: (وَيَا قَوْمِ إِنِّي أَخَافُ عَلَيْكُمْ يَوْمَ التَّنَادِ) [غافر:32]، وسُمِّيَ بذلك لأجلِ ما يحصلُ فيهِ مِن التنادِ بينَ أهلهِ، فيُنادِي أهلُ الجنةِ أهلَ النارِ (أَنْ قَدْ وَجَدْنَا مَا وَعَدَنَا رَبُّنَا حَقًّا) [الأعراف:44]، ويُنادِي أهلُ النارِ أهلَ الجنةِ (أَنْ أَفِيضُوا عَلَيْنَا مِنَ الْمَاءِ) [الأعراف:50]، ويُنادِي (أَصْحَابُ الأَعْرَافِ) [الأعراف:48] أهلَ الجنةِ وأهلَ النارِ، و(يُنَادِ الْمُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ) [ق:41].

ومِن أسمائِهَا أنَّهُ يومُ الجمعِ: (وَتُنْذِرَ يَوْمَ الْجَمْعِ لا رَيْبَ فِيهِ فَرِيقٌ فِي الْجَنَّةِ وَفَرِيقٌ فِي السَّعِيرِ) [الشورى:7]، وهو يومٌ يجمعُ اللهُ الأولينَ والآخرينَ وأهلَ السمواتِ والأرضينَ في صعيدٍ واحدٍ ومكانٍ واحدٍ، وقيلَ يومُ يجمعُ اللهُ بينَ كلِّ عبدٍ وعملِهِ.

ومِن أسمائِهَا أنَّهُ يومُ الحسابِ: (هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِيَوْمِ الْحِسَابِ) [ص:53]، وهو ظاهرُ المعنَى؛ لأنَّ المولَى يحاسبُ فيهِ عبادَهُ، وأنَّ كلًّا سوفَ يُجازَى بعملِهِ ويحاسَبُ على فعلِهِ، إذ أعمالُهُ مكتوبةٌ، وأفعالُهُ وأقوالُهُ مسطورةٌ، وحركاتُهُ محسوبةٌ، فيومُ الحسابِ يومُ الجزاءِ والثوابِ، والعطاءِ والعقابِ، فالموفقُ مَن حاسبَ نفسَهُ قبلَ أنْ يحاسبَ، وراقبَ ربَّهُ قبلَ غلقِ البابِ.

 ومِن أسمائِهَا أنَّه يومُ الحاقةِ: (الْحَاقَّةُ * مَا الْحَاقَّةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْحَاقَّةُ) [الحاقة 1-3]، سُميتْ بذلك؛ لأنَّها أحقتْ لأقوامٍ مِن الجنةِ، وأحقتْ لأقومٍ مِن النارِ؛ ولأنَّها يصيرُ كلُّ إنسانٍ حقيقًا بجزاءِ عملهِ وكسبهِ، وفيها حقيقةُ البعثِ والجزاءِ، والمنعِ والعطاءِ؛ ولأنَّ فيها حواقُ الأمورِ، ويَنكشفُ الغطاءُ والمستورُ.

 ومِن أسمائِهَا يومُ التغابنِ: وسُمِّي بذلك ؛ لأنّ أهلَ الحقِّ والإيمانِ يغبنونَ فيه أهلَ الباطلِ، فلا غلبةَ ولا غُبنَ أشدُّ مِن ذلك، إذ إنَّ أهلَ الحقِّ فازُوا بالجنّةِ، ولم يَنلْ أهلُ الباطلِ إلّا السخطَ، والخلودَ في النارِ، (يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ لِيَوْمِ الْجَمْعِ ذَلِكَ يَوْمُ التَّغَابُنِ) [التغابن:9].

 ومِن أسمائِهَا أنَّهُ يومُ الحسرةِ: (وَأَنذِرْهُمْ يَوْمَ الْحَسْرَةِ إِذْ قُضِيَ الأَمْرُ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ وَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) [مريم:39]، وهو يومٌ لرؤيةِ الأعمالِ وانقسامِ الأحوالِ، ومنهُ ذبحُ الموتِ حينَ يُذبحُ بينَ الجنةِ والنارِ، ونهايةُ المقامِ، وسُمِّيَ يومُ الحسرةِ لأنَّ كُلًّا لا بدَّ لهُ مِن ندامةٍ وحسرةٍ، ولأنَّ الحسرةَ والندامةَ تَعظمُ فيهِ، وتشتدُّ.

ومِن أسمائِهَا يومُ الخلودِ: جعلَكُم اللهُ في جناتِ الخلودِ، جعلَكُم اللهُ ووالديكُم وأزواجَكُم وأولادَكُم والمسلمين في جناتِ الخلودِ، قال الرحيمُ الودودُ: (ادْخُلُوهَا بِسَلامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ) [ق:34]، ويومُ الخلودِ يومٌ لا زوالَ فيهِ، ولا موتَ بعدَهُ، يومُ الخلودِ: يومُ خلودِ أهلِ الجنةِ في الجنةِ، وخلودٍ أهلِ النارِ في النارِ.

 ومِن أسمائِهَا يومُ الخروجِ: (يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ) [ق:42]، فهو يومُ يخرجونَ إلى البعثِ مِن القبورِ، (يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ) [الزلزلة:6]، (أَفَلا يَعْلَمُ إِذَا بُعْثِرَ مَا فِي الْقُبُورِ) [العاديات:9]، فيخرجونَ للمجازاةِ والمحاسبةِ، والعرضِ والمناقشةِ، نسألُ اللهَ حسنَ الخاتمةِ.

 ومِن أسمائِهَا يومُ الدينِ: وقد جاءَ ذكرُ الدينِ في القرآنِ المتينِ، ثلاثة َعشرةَ آيةً، وأنتَ تقرَأُهَا في كلِّ ركعةٍ (مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ) [الفاتحة:4]، والمقصودُ أنَّ يومَ الدينِ هو يومُ القيامةِ يدينُ اللهُ بهِ الخلائقَ ويحاسبُهُم ويجازِيهم، ويناقشُهُم ويثيبُهُم ويعاقبُهُم إنْ خيرًا فخير وإنْ شرًّا فشر.

 ومنها الساعةُ: وقد جاءَ ذكرُهَا في القرآنِ في خمسٍ وثلاثينَ آية، وسُمِّيَ بذلك لأنَّهُ وقتٌ وقتهُ اللهُ لعبادهِ لا يستأخرونَ عنهُ ولا يستقدمون، ولسرعةِ المحاسبةِ وفيهُ يُسألون، ويُقالُ للساعةِ الكُبرى، وهي بعثُ الأجسامِ مِن قبورِ الموتَى، وللقيامِ بينَ يدي اللهِ -جلَّ وعلَا-، وأمَّا الساعةُ الصُغرى: فساعةُ كلِّ إنسانٍ موتُهُ، وقد جمعَ اللهُ بينهمَا في قولِهِ: (وَيَوْمَ تَقُومُ السَّاعَةُ يُقْسِمُ الْمُجْرِمُونَ مَا لَبِثُوا غَيْرَ سَاعَةٍ) [الروم:55].

 ومِن الأسماءِ الصاخةُ قال سبحانَهُ: (فَإِذَا جَاءَتِ الصَّاخَّةُ) [عبس:33]، سُميتْ بذلك لأنَّها تصخُّ الأسماعَ فتبالغُ في إسماعِهَا حتى كادتْ تصمهَا، فلشدةِ صوتِهَا لا تسمعُ غيرهَا في ذلك اليوم، فهي تصمُّ الأسماعَ، وتصيخُ لها الأسماعُ.

 ومنها الطامةُ: كما في قولِهِ: (فَإِذَا جَاءَتِ الطَّامَّةُ الْكُبْرَى) [النازعات:34]، والطامةُ: تطمُّ على كلِّ أمرٍ هائلٍ مفزعٍ كما في قولِهِ: (وَالسَّاعَةُ أَدْهَى وَأَمَرُّ) [القمر:46]، فلعظمِ هولِهَا، وشدةِ خبرِهَا تعلوهُ وتغطيه وتطمه.

 ومنها الغاشيةُ: كما في قولهِ سبحانَهُ: (هَلْ أَتَاكَ حَدِيثُ الْغَاشِيَةِ) [الغاشية:1]، فهي تغشَى الناسَ مِن أهوالٍ، وتغشَى الخلقَ مِن جميعِ الجوانبِ والأحوالِ.

 ومِن ذلك يومُ الفصلٍ: كما قالَ –عزَّ وجلًّ-: (إِنَّ يَوْمَ الْفَصْلِ كَانَ مِيقَاتًا) [النبأ:17]، في ستِّ آياتٍ تُتلَى، سُمّي بذلك لأنَّه –سبحانه- يفصلُ فيهِ بينَ عبادهِ بالحقِّ والعدلِ، بالثوابِ والعقابِ، بالجزاءِ والعطاءِ، يفصلُ بينَ عبادهِ في يومٍ لن تنفعَكُم أرحامُكُم، ولا أولادُكُم يومَ القيامةِ يفصلُ بينكُم، يفصلُ بينَ الأبِّ وابنِهِ، والأخِ وأخيهِ، والزوجِ وزوجتهِ، والخليلِ وخليلِهِ، والكفيلِ وعمالِهِ، والتاجرِ مع شريكِهِ، والعاملِ مع أجيرِهِ، والإنسانِ مع خادمهِ.

 ومِن الأسماءِ القارعةُ: (الْقَارِعَةُ * مَا الْقَارِعَةُ * وَمَا أَدْرَاكَ مَا الْقَارِعَةُ) [القارعة: 1-3]، سُميتْ بالقارعةِ لأنَّها تقرعُ القلوبَ والأسماعَ بأهوالِهَا، وعظيمِ خطبِهَا، وشدةِ قرعِهَا. وكذا مِن الأسماءِ: الواقعةُ، (إِذَا وَقَعَتِ الْوَاقِعَةُ * لَيْسَ لِوَقْعَتِهَا كَاذِبَةٌ) [الواقعة:1-2]، سُميتْ بذلك لتحققِ وقوعِهَا وما يقعُ فيها مِن الأهوالِ وخطبِ الأحوالِ والشدائدِ العظامِ، وقربِ وقوعِهَا على الأنامِ، وأنَّها واقعةٌ لا محالةَ ولا انفصامَ.

   الحمدُ للهِ ربِّ العالمين، والصلاةُ والسلامُ علي خاتمِ الأنبياءِ والمرسلين، سيدِنَا محمدٍ(صلَّي اللهُ عليه وسلم)، وعلي آلِهِ وصحبِهِ أجمعين.

العنصر الثاني من خطبة الجمعة القادمة

ثانيًا: أهمّيةُ التذكيرِ بيومِ القيامةِ، وسببُ كثرةِ أسمائِهِ

 الإيمانُ باليومِ الآخرِ رُكنٌ مِن أركانِ الإيمانِ، وعلى الرغمِ مِن ذلك، فإنَّ كثيرًا مِن الناسِ يغفلونَ عنهُ مع إيمانِهِم بهِ، قالَ -تعالى-: (يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِّنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ)؛[ سورة الروم، آية: 7] ولذلك كان التذكيرُ باليومِ الآخرِ أحدَ مناهجِ القرآنِ الكريمِ، ومناهجِ رسولِ اللهِ -صلّى اللهُ عليه وسلّم-، إذ كان حريصًا على تذكيرِ المسلمينَ بهِ في خُطَبِهِ، ودروسِهِ، وتكمُنُ أهمّيةُ التذكيرِ بيومِ القيامةِ والإيمانِ باليومِ الآخرِ في عدّةِ أمورٍ، منها ما يأتِي:

1ـ تعزيزُ معانِي الصبرِ، والاحتسابِ، والرضا في نفسِ المؤمنِ، فمتى أُصِيبَ المؤمنُ ببلاءٍ ومُصابٍ، فإنّهُ يتعزّى بالصبرِ والاحتسابِ؛ لأنّه يعلمُ أنَّ الدُّنيا دارُ مَمرٍّ وابتلاءٍ، وأنَّ اللهَ -تعالى- سيُوفّيه أجرَ صَبرهِ واحتسابهِ، فيرضَى بقضاءِ اللهِ -تعالى-، وقَدَرِهِ، ويستسلمَ لهُ، فيكونَ على خيرٍ دائمٍ كما قالَ رسولُ اللهِ -صلَّى اللهُ عليه وسلّم-: (عَجَبًا لأَمْرِ المُؤْمِنِ، إنَّ أمْرَهُ كُلَّهُ خَيْرٌ، وليسَ ذاكَ لأَحَدٍ إلَّا لِلْمُؤْمِنِ، إنْ أصابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ، فَكانَ خَيْرًا له، وإنْ أصابَتْهُ ضَرَّاءُ، صَبَرَ فَكانَ خَيْرًا له).[رواه مسلم]، وتعزيزُ معانِي العفوِ عن الظالمِ، وقبولِ الأعذارِ، والتضحيةِ، والبَذْلِ، والإنفاقِ في نفسِ المؤمنِ، ولهذا كان الصحابةُ -رضي اللهُ عنهم- قادةً في هذه العباداتِ، إذ إنّها مِن صفاتِ المُتَّقين المؤمنين بالآخرةِ، وهي تزدادُ وضوحًا بازديادِ الإيمانِ بالآخرةِ.

2ـ زُهدُ قلبِ المؤمنِ بنعيمِ الدُّنيا، ورغبتُهُ في نعيمِ الآخرةِ؛ لعلمهِ أنّهُ خيرٌ وأبقَى، وشَتّانَ بين النعيمَينِ، فقد قالَ رسولُ اللهِ -صلّى اللهُ عليه وسلّم-: (واللَّهِ ما الدُّنْيا في الآخِرَةِ إلَّا مِثْلُ ما يَجْعَلُ أحَدُكُمْ إصْبَعَهُ هذِه، وأَشارَ يَحْيَى بالسَّبَّابَةِ، في اليَمِّ، فَلْيَنْظُرْ بمَ تَرْجِعُ؟)[رواه مسلم]، وتطهيرُ القلوبِ مِن كَدَرِ الحِقدِ، والحَسَدِ، والفُرقةِ، والاختلافِ شعارُ القلبِ بالطمأنينةِ، وراحةِ البالِ. والغفلةُ عن اليومِ الآخرِ أساسُ المصائبِ والذنوبِ، ولهذا يُعَدُّ التذكيرُ بهِ تنبيهًا لأهلِ الغفلةِ مِن غفلتِهِم، وسببًا في توبةِ المُذنبِ والعاصِي عن ذنوبِهِمَا.

 وهناكَ حكمةٌ كبيرةٌ مِن تعددِ الأسماءِ لهذا اليومِ: في كلِّ اسمٍ مِن هذه الأسماءِ يدلُّ على الوصفِ المحددِ ليومِ القيامةِ حتى يتحققَ الإيمانُ في قلوبِ العبادِ بالصورةِ البالغةِ، وتستعدّ نفوسُهُم إلى هذا اليومِ بالشكلِ الأفضلِ، كما أنَّ الأسماءَ تعددتْ حتى ينبهَ الخالقُ عزَّ وجلَّ عن هذا اليومِ، وينبهَ العبادَ ويحققَ الخوفَ في قلوبِهِم مِن هذا اليومِ، جميعُ أسماءِ يوم القيامةِ تدلُّ على أنَّ هذا اليومَ من الأيامِ العظيمةِ ذاتِ الشأنِ الكبيرِ، والشدةِ، كما أنَّهُ يعتبرُ مِن الأساليبِ القرآنيةِ التي وردتْ في الحديثِ عن هذا اليومِ.

اللهم نجّنَا مِن أهوالِ يومِ القيامة، واحفظْ مصرَ وسائرَ بلادِ العالمين

كتبه: الشيخ طه ممدوح عبد الوهاب

الإمام وخطيب بوزارة الأوقاف المصرية

_____________________________________

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة القادمة

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة

 

تابعنا علي الفيس بوك

 

الخطبة المسموعة علي اليوتيوب

 

للإطلاع علي قسم خطبة الجمعة باللغات

 

للإطلاع ومتابعة قسم خطبة الأسبوع و خطبة الجمعة القادمة

 

للمزيد عن أخبار الأوقاف

 

للمزيد عن أسئلة امتحانات وزارة الأوقاف

 

للمزيد عن مسابقات الأوقاف

اظهر المزيد

كتب: د.أحمد رمضان

الدكتور أحمد رمضان حاصل علي الماجستير من جامعة الأزهر بتقدير ممتاز سنة 2005م ، وحاصل علي الدكتوراه بتقدير مع مرتبة الشرف الأولي من جامعة الأزهر الشريف سنة 2017م. مؤسس جريدة صوت الدعاة ورئيس التحرير وكاتب الأخبار والمقالات المهمة بالجريدة، ويعمل بالجريدة منذ 2013 إلي اليوم. حاصل علي دورة التميز الصحفي، وقام بتدريب عدد من الصحفيين بالجريدة. للتواصل مع رئيس التحرير على الإيميل التالي: [email protected] رئيس التحريـر: د. أحمد رمضان (Editor-in-Chief: Dr. Ahmed Ramadan) للمزيد عن الدكتور أحمد رمضان رئيس التحرير أضغط في القائمة علي رئيس التحرير

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

هذا الموقع يستخدم Akismet للحدّ من التعليقات المزعجة والغير مرغوبة. تعرّف على كيفية معالجة بيانات تعليقك.

زر الذهاب إلى الأعلى
Translate »